انفجار بركان هايلي جوبي في إثيوبيا 2025
في 23 نوفمبر 2025، شهدت إثيوبيا حدثًا جيولوجيًا غير متوقع ومفاجئ يتمثل في انفجار بركاني عنيف لبركان هايلي جوبي، الواقع في إقليم عفر شمال إثيوبيا قرب الحدود مع إريتريا. هذا البركان كان نائمًا وهادئًا لأكثر من 12,000 سنة، ولم يُسجل له أي نشاط بركاني منذ ذلك الحين، مما جعل انفجاره صدمة كبيرة للسكان المحليين وللعلماء على حد سواء.
تعتبر براكين إثيوبيا جزءًا أساسيًا من بيئتها الطبيعية، حيث تمثل جزءًا من الأخدود الأفريقي العظيم، مما يؤدي إلى نشاط بركاني وزلزالي مستمر. وبينما تحمل هذه البراكين مخاطر بيئية وصحية، فإن لها أيضًا فوائد إيجابية تتمثل في خصوبة التربة وتوليد الطاقة.
الآثار السلبية للبراكين على البيئة المحيطة
- تلوث الهواء: تطلق البراكين أعمدة ضخمة من الرماد والغازات السامة، مثل ثاني أكسيد الكبريت، إلى الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى التلوث البيئى.
- تشكيل قطرات حمض الكبريتيك: تتسبب في أمطار حمضية ضارة بالبيئة.
- تهديد الطيران: يمكن لجسيمات الرماد الزجاجية أن تذوب داخل محركات الطائرات وتتلفها، مما يؤدي إلى إلغاء الرحلات وتعطيل الحركة الجوية في مناطق واسعة.
- انتشار الرماد البركاني: يمكن للرياح أن تحمل الرماد لمسافات طويلة، مما يؤثر على مناطق بعيدة عن موقع البركان.
- تدمير الغطاء النباتي وتلوث مصادر المياه: يؤدي سقوط الرماد إلى تدمير المحاصيل الزراعية والمراعي، وتلويث مصادر المياه، مما يؤثر على الأمن الغذائي وسبل العيش في المناطق المتأثرة.
- مخاطر الانهيارات الأرضية والتدفقات البركانية: تُعد الانهيارات الأرضية والتدفقات الطينية والحمم البركانية مخاطر مباشرة على المجتمعات والبنية التحتية القريبة، على الرغم من أن تدفقات الحمم تتحرك ببطء عادة.
الفوائد الإيجابية للنشاط البركاني
- خصوبة التربة: على المدى الطويل، يتحلل الرماد والصخور البركانية ليتحول إلى تربة شديدة الخصوبة وغنية بالمعادن مثل البوتاسيوم والحديد. تدعم هذه التربة إنتاجًا زراعيًا وفيرًا، وهو ما يعتمد عليه كثير من المزارعين في إثيوبيا.
- توليد الطاقة الحرارية الجوفية: تُستغل الحرارة الداخلية للأرض المرتبطة بالبراكين لتوليد الطاقة الحرارية الجوفية، وهي مصدر طاقة نظيف ومستدام.
- الجذب السياحي: تجذب المناظر الطبيعية البركانية الفريدة، مثل بركان إرتا ألي النشط في منطقة عفار، السياح، مما يعزز الاقتصاد المحلي.
- المعادن الثمينة: قد تحتوي المناطق البركانية على معادن ثمينة يمكن استغلالها.
مثال حديث: ثوران بركان هايلي جوبي
بركان هايلي جوبي في منطقة عفار بإثيوبيا
بنفجر هذا البركان لأول مرة منذ آلاف السنين، وأطلق عمودًا ضخمًا من الرماد إلى ارتفاع 14 كيلومترًا.
وقد حملت الرياح هذا الرماد عبر الحدود إلى دول مثل اليمن وعُمان وباكستان والهند، مما أدى إلى إلغاء رحلات جوية واتخاذ إجراءات وقائية.
أظهر هذا الحدث كيف يمكن أن يكون للنشاط البركاني المحلي تأثيرات إقليمية ودولية.
لذلك:
تمثل براكين إثيوبيا مثالًا واضحًا على الطبيعة المزدوجة للنشاط الجيولوجي؛ فهي مصدر للمخاطر التي تهدد الحياة والبيئة والبنية التحتية، وفي الوقت نفسه، هي مصدر لفرص اقتصادية وبيئية من خلال خصوبة التربة وتوليد الطاقة.
يتطلب التعايش مع هذه الظاهرة الطبيعية جهودًا مستمرة في الرصد والبحث والتحضير لمواجهة المخاطر المحتملة.


يسعدنا أن تشاركنا رأيك أو تجربتك في خانة التعليقات